علماء صينيون يطورون تقنية مميزة جداً للمساعدة في علاج أمراض السرطان!
يعد ورم السرطان - عافانا الله وإياكم منه - أحد أكثر الأمراض التي وجد الأطباء في السابق صعوبة في علاجه، وبالرغم من التطور العلمي الرهيب الذي وصلنا إليه الآن إلا أن هناك بعض الأسرار الخفية التي لازال الأطباء والمختصون يقفون حائرين أمامها دون إمكانية التوصل لحلول علاجية يمكنها إيقاف هذا المرض دون إلحاق الضرر بالمريض.
وقد أخذت طرق العلاج في التطور ولله الحمد نظراً لإكتشاف طرق عديدة تساعد في الكشف عن السرطان في مراحل مبكرة قبل انتشاره في الجسم مما يؤدي إلى سهولة علاجه (نوعاً ما)، حيث كان في في السابق من الصعب حصوله ولايتم معرفة المرض إلا عند ظهور أعراضه من ثم يتم إتخاذ الإجراءات العلاجية المختلفة للمريض، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
ولكن في وقتنا الحالي وفي تجربة علمية مميزة وفريدة من نوعها، قام علماء صينيون بتطوير تقنية تهدف إلى استخدام روبوتات مجهرية (أي أنها صغيرة جداً ولا ترى بالعين وإنما بالمجهر) وهدف هذه الروبوتات المجهرية هو إيصال العلاج الكيميائي إلى مناطق الأورام المحددة في الجسم.
وصمم الباحثون هذه الروبوتات على شكل سمكة، وقد تمت صناعتها من قبل خبراء صينيين أيضاً بإستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من هلام يتغير شكله عند تعرضه لمستويات مختلفة من الحموضة، ويصل حجم هذه الروبوتات إلى حوالي جزء من 100 من الملليمتر، تخيل صغر حجمها!
وقد تم تصميم هذه الروبوتات لتجنيب مرضى السرطان الآثار الجانبية السيئة الجداً المترتبة على طريقة العلاج الكيميائي بشكله الحالي، حيث أن العلاج الكيميائي في وقتنا الحالي يتم عن طريق حقن المريض بالعلاج الكيميائي مما يجعله ينتشر في الدم بحرية والذي يؤدي بدوره إلى القضاء على الخلايا السرطانية ولكن تتضرر الخلايا الطبيعية بشكل كبير أيضاً مما يؤدي إلى أعراض العلاج الكيميائي المعروفة مثل تساقط الشعر وخسران الوزن، وذلك كما ذكرنا لأن العلاج الكيميائي عند استهدافه للخلايا السرطانية يؤثر بشكل كبير على الخلايا الطبيعية الأخرى.
أما طريقة عمل هذه الروبوتات فسيكون عن طريق وضع الأدوية الكيميائية في 'فمها' وحقنها في وعاء دموي داخل الجسم والتحكم بمسارها مغناطيسياً حيث قام العلماء في البداية بغسل هذه الروبوتات أو 'الأسماك' بمحلول أكسيد الحديد ليجعلها ممغنطة، وبعدما يتم توجيه هذه الأسماك إلى مكان الورم تجد هذه الروبوتات أن الخلايا السرطانية قد قامت بإحداث تغيير في مستويات الحموضة للسوائل المحيطة بهذه الخلايا مما يجعلها أكثر حامضية، وإستجابة لهذه التغيرات تقوم الأسماك بفتح فمها الذي سبق وتم وضع العلاج الكيميائي بداخلها وتقوم بتفريغ العلاج في الوسط المحيط بالورم، وقد تم إستخدام هذه الطريقة على أطباق البتري التي تستخدم التجارب وبالنسبة للإنسان فمازالوا يعملون على جعل هذه الروبوتات أصغر حجماً لإستخدامها في علاج البشر، وبهذه الطريقة يكون الأطباء قد قلصوا من مساحة إنتشار العلاج الكيميائي والذي بدوره سيقلل من أعراض ونتائج العلاج الكيميائي المؤلمة بإذن الله.
ويتوقع أن إستخدام هذه الأسماك لن يقتصر على علاج السرطان فقط وإنما سيتم إستخدامها أيضاً في التخلص من التجلطات التي تحدث للدم بداخل الأوردة والشرايين مما بدوره يحمي المرضى من الإصابة بالجلطات إن شاء الله، كما ستظهر في المستقبل العديد من الإستخدامات المختلفة لهذه التقنية المميزة، وبالتأكيد ستظهر تقنيات أخرى من شأنها أن تسهل في علاج الأمراض المختلفة والتخفيف من معاناة أصحابها، نسأل الله أن يبعد عنا وعنكم كل سوء ومكروه.
بقيت نقطة أخيرة، وهي سبب إختيار شكل السمكة في تصنيع هذه الروبوتات، والسبب في تصميم الروبوتات على شكل أسماك هو تسهيل حركتها وجعلها أكثر إنسيابية في الدم مما يجعل إمكانية وصولها أسهل للأعضاء والمناطق المختلفة في الجسم عن طريق السباحة داخل الدم، تماماً كما تفعل أسماك المياه.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية المقال نتمنى أن يكون قد نال إعجابكم.